موجز عن تاريخ التنمية الصناعية في الصين
في بداية القرن العشرين، بدأت الصين تدريجياً في تأسيس صناعة التعليب--- تحديدا في عام 1908. حيث كان هناك مجموعة من الشخصيات الوطنية والمغتربين من مقاطعة فوجيان كانوا مؤمنين بقضية " إحياء الأمة بالتصنيع"، حيث وضع رؤوس الأموال في نيتسو جولانغ يو في مقاطعة شيامن وذلك لتأسيس شركة تاوخوا للمعلبات وذلك لشراء معدات تعليب أمريكية لإنتاج الخس المخلل المعلب ومعلبات فول الصويا المخمرة ومعلبات الخيار المخلل بالنكهة المحلية لمقاطعة فوجيان جنوب الصين. تم تصدير الأغذية المعلبة من هذا النوع إلى هونغ كونغ وجنوب شرق آسيا، حيث لاقت ترحاباً كبيرا في هونغ كونغ ومن الصينيين المغتربين. وفي العام 1913م قام المصنع الحربي للإمدادات الغذائية في البوابة الجنوبية لمدينة تشانغ شا في مقاطعة خونان بتصنيع اللحوم المعلبة والفواكه والخضروات ومن بين المنتجات المعلبة قام ببيع السلاحف المعلبة إلى اليابان، وكان يبيع الخضروات والفواكه المعلبة إلى ألمانيا، وهلم جرا.
بمجرد إندلاع الحرب الأمريكية تسارع التطور في تصنيع المعلبات الأمريكية، وذلك قبل أن يتم إنشاء الصين الحديثة ( الصين الجديدة: جمهورية الصين الشعبية) لم يكن قد تشكلت صناعة التعليب في الصين بعد. وفي العام 1949م، كان إجمالي ما تنتجه الصين كاملا يقل عن 500 طن. وبعد تأسيس الصين الحديثة، خاصة قبل أن تندلع الحرب الكورية ( الحرب كانت لمقاومة العدوان الأمريكي ( يمكن أن تترجم أيضا إلى الحرب الكورية) وخلال تلك الفترة، ازدادت وتيرة النمو في صناعة المعلبات وذلك لتلبية الحاجة الحربية. وأصبح مصنع شانغهاي ينبين (مصنع رقم 1) المصنع الرئيسي للامدادات العسكرية. استمرت الحرب الكورية من نهاية أكتوبر سنة 1950 إلى يوليو من سنة 1953م وازداد حجم تصنيع المعلبات الصينية من 1733 طن في عام 1950 إلى 27854 طن في عام 1953م وهو معدل نمو ضخم، حيث ازداد النمو في الانتاج وصل إلى 1507% في خلال ثلاث سنوات.
وفي عام 1958م وصل حجم تصدير المعلبات الصينية إلى 95.257 طن وهو مايقترب من 100.000 طن. ولكن بعد ذلك التاريخ، وبالتحديد من سنة 1961 إلى سنة 1963 اتجهت نحو الانخفاض. هبط حجم التصنيع لأقل من 100.000 طن إلى 700.000 طن. ومن خلال التجارة الفردية بدأ التصدير إلى اليابان وأمريكا وأوربا. وفي العام 1973 بلغ مبلغ التصدير إلى 100 مليون دولار لأول مرة.
وخلال عهد الاقتصاد المخطط، كانت صناعة الأغذية المعلبة الصينية على وشك أن تصبح شركات عملاقة. ففي سنة 1958م كانت هناك 22 مؤسسة صناعة تعليب تشرف عليها وزارة الصناعات الخفيفة ومنذ ذلك الحين بدأ يزداد عديد المصانع باضطراد عاما بعد عام.
وفي عام 2001م، قفز حجم الصادرات الصينية المعلبة قفزة ضخمة لأول مرة حيث تخطى حاجزا مقداره أكثر من مليون طن تقريبا يصل إلى 1.19 مليون طن.
لقد عززت صناعة الفوارغ ولعبت دوراً في دفع تطوير صناعة المعلبات الصينية. ففي المقاطعات التي تمتلك مصانع كان في الوقت ذاته كل مصنع تعليب لديه ورشة عمل لإنتاج وتزود المصنع بما يحتاجه من علب فارغة، ولذا فلم يكن من السهل أبدا إقامة مصانع تعليب. وبعد تطبيق الصين سياسة الانفتاح ومع التطور في مصانع الأغذية المعلبة ازداد عديد المصانع المملوكة للأفراد باضطراد وكذلك تصاعد عدد معدات طباعة العلب باستمرار، وخاصة ماكينات اللحام الثابت الأوتوماتيكية وماكينات ذات الوحدات المتعددة وغيرها، والتي خفضت من تكلفة إنتاج الأغذية المعلبة، ووسعت نطاع المشاريع. كل تلك العوامل جعلت من صناعة التعليب مزودا ثابتاً للعبوات الفارغة.
وبحلول العام 2015م فإن إجمالي الناتج المحلي الصيني من العلب قارب بالزيادة على تخطي 10 ملايين طن.
ففي عام 2000 صدرت الصين 0.97 مليون طن من الأغذية المعلبة، بمبلغ مقداره 740 مليون دولار. من بينهم، وعلى رأس الخمسة أنواع الكبيرة تربع المشروم الأبيض الصغير المعلب، (حجم التصدير كان 184.000 طن، بمبلغ وقدره 114 مليون دولار) الطماطم المعلبة المبسترة ( حجم التصدير 175.000 طن بمبلغ وقدره 68 مليون دولار) براعم الخيزران المغلي المعلب (حجم التصدير 153.000 طن وبمبلغ مقداره 74 مليون دولار). هذه الأنواع الخمسة تشكل 70% من إجمالي حجم التصدير السنوي و68% من مبلغ التصدير الكلي.
في عام 2001م وتزامنا مع انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، ازداد حجم صادرات الصين المعلبة عاما بعد عام. ففي عام 2001م وصلت الصادرات إلى 1 مليون طن، وفي 2005 وصلت إلى 2 مليون طن، وفي 2011 بلغت 3 ملايين طن، وبعيد عام 2012 حامت حول 2.6 مليون طن. وبلغ حجم التصدير في 2014 مبلغ وقدره 5 مليارات حيث بلغت مدى غير مسبوق.
ومنذ دخول القرن الجديد إلى عام 2012 دخلت صناعة المعلبات الصينية فترة النمو الذهبية لها في خلال 12 عاما، وحتى في خضم الأزمة العالمية التي عصفت في سنة 2008، كان هناك تزايدا خلال الأربعة أعوام من عام سنة 2008 حتى عام 2012 مستمرا عاما بعد عام.
في عام 2015 صدرت الصين 2.91 مليون طن أغذية معلبة، بواقع 4.98 مليار دولار مع وجود ضريبة البند السابع للصادرات التي تزيد على 100.000 طن هذه الفئات من الضرائب كانت كمياتها على النحو التالي: صلصة الطماطم المعلبة (أكثر من 5 كجم) ( حجم التصدير 564.000 طن، بمبلغ مقداره 423 مليون دولار)، معجون الطمام المعلبة ( أصغر من أو يساوي 5 كجم) ( كمية التصدير بلغت مقدارها 423.000 طن بمبلغ 423 مليون دولار) اليوسفي المعلب ( بلغ كمية التصدير 185.000 طن بمبلغ مقداره 254 مليون دولار) الخوخ المعلب ( بلغ كمية التصدير 155.000 طن بمبلغ وقدره 189 مليون دولار ) وخضروات أخرى معلبة ( هذا من فئات المعفية من الضرائب من خلال الجمارك، بلغ حجم التصدير 129.000 طن بمبلغ وقدره 257 مليون دولار) براعم الخيزران المعلبة ( حجم التصدير 125.000 طن بمبلغ وقدره 205 مليون دولار).
ومقارنة بالأسواق الدولية فإن نمو السوق المحلية الصينية من المعلبات كان بطيئا نسبياً. ولكن شهدت بعض المناطق وبعض أصناف المنتجات المعلبة بشكل أساسي في السوق المحلي نمواً سريعاً. فمثلا صناعة معلبات السمك النهري بالفاصوليا السوداء في مقاطعة قوانغدونغ وصناعة الفواكه المعلبة في بينغ يي في مقاطعة شاندونغ وصناعة الذرة الحلوة المعلبة في منطقة تشينغ لي في مقاطعة بمنطقة تشنغخواداو شهدت كل هذه المنتجات المعلبة تطوراً بسبب الطلب المتزايد عليها من السوق المحلية. وبالإضافة لهذا فإن كثيرا من المؤسسات المعتمدة على التصدير بدأت تطوير أعمالها في السوق المحلية، وبُعَيد دخول القرن الجديد فإن كلا من السوق المحلية والدولية قد حققا نتائجا جيدة. وبعض العلامات الجيدة مثل Cologne في مقاطعة شيامن و Merlin في شانغهاي و Yingjinqian في قوانجو و , Yinlu في جواشوي بمقاطعة خونان و Yuehua في كانتون و , Zishan في مقاطعة فوجيان و Lixing في فوجيان أيضا وكذلك العلامة , Gangchang في فوجيان و , Kangfa في لين يي بقاطعة شاندونغ وكذلك Fengdao بقاطعة جيجيانغ و Xiduoduo في تسوانجو في مقاطعة فوجيان وكذلك سوجو للعلوم والتكنولوجيا و Qinghuangdao للمأكولات البحرية وغيرها الكثير، قد شاركت بحصص لها في السوق المحلية. كوكتيل الكونجي المعلب( أكلة صينية من الأرز) ومعلبات لحم الخنزير وكوكتيل الفواكه المعلبة ومعلبات السمك النهري مع الفاصوليا السوداء ولانشون لحم الخنزير المعلب، ومعلبات الصلصة بالنكهة، ومعلبات براعم الخيزران، ومعلبات الذرة الحلوة وغيرها أصبحت القوة الأساسية لسوق المعلبات في السوق المحلية الصينية.
وهناك طلباً متزايداً على الأغذية العسكرية المعلبة سنويا، حيث إن كثيرا من المؤسسات العاملة في التعليب تحصل على طلبيات من خلال العطاءات. وفي المناطق المنكوبة فإن الأطعمة المعلبة مثل المكملات الغذائية غالبا ماتصبح أطعمة لاغنى عنها. وفي عام 2002، عندما انتشر وباء سارس تم بيع جميع الأطعمة المعلبة فجأة، وقامت شركة شيامن جولونغ للأغذية المعلبة المحدودة بالعمل أوقاتاً إضافية لتزويد العاملين في المجال الطبي في بكين لمكافحة وباء سارس بالأرز المعلب. وفي سنة 2008 وبعد زلزال وينتشوان بمقاطعة سيتشوان كانت الدفعة الأولى من المساعدات الغذائية للحوم المعلبة التي أسقطت بالمروحيات على المناطق المنكوبة منتجة من قبل شركة سيتشوان مينغ نينغ للأغذية المعلبة المحدودة. ومع تعميق التعاون الدولي فإن الأغذية المعلبة الصينية أصبحت من مواد الإغاثية للأمم المتحدة أوتستعمل في الأعمال الإنسانية الصينية أو تنقل إلى الخارج عبر قنوات رسمية خاصة لسنوات.
ووفقاً للمكتب الوطني للإحصاء فقد تم اعتبار معلبات شراب اللوز ومعلبات حليب جوز الهند ومعلبات حليب الفول السوداني وغيرها من الشراب المعلب تنتمي إلى فئات الأغذية المعلبة. ولذا فإن من وجهة نظر إنتاجية فإن إنتاج الأغذية المعلبة الصينية يزداد باستمرار. ومن الإيجابية أن نرى أنه واستنادا إلى الاحصائيات الصادرة عن " المكتب الوطني الصيني للإحصاء" كان النمو في سوق الأطعمة المحلية الصينية جزئيا وذلك لبعض المشاكل التي اعترتها مثل التتبيل الغير سليم وبعض الأطعمة لم يضف إليها مواد حافظة وبعض التعبئة لم تكن جيدة ( تغليف مرن). وفي عام 2015 كان حجم الإنتاج من الأغذية المعلبة حوالي 12.126 مليون طن، معتمدا بشكل أساسي على " إجمالي كمية المصدر للخارج + حجم المصدر = كمية الاستهلاك الظاهري في السوق المحلية" وكانت كمية الاستيراد من الخارج منخفضة نسبياً. ولذا فلنتجاهل ذلك. وبالتالي فإن كمية الاستهلاك الظاهري في الصين في السوق المحلية بلغت حجما مقداره 9.212 مليون طن في عام 2015 ووفقا لمجموع السكان في البر الرئيسي الصيني 1.36 مليون نسمة فهذا يعني أن الفرد الصيني يستهلك حوالي 6.77 كجم من الأغذية المعلبة.
- Pre:معكرونة التونة مع صلصة الطماطم 2016/10/26
- Next:تعليب 2016/10/26